الخميس، 3 سبتمبر 2009

من رقـائـق الموعـظـة ..

كنت أتجول في قرائتي ما بين الحـِـكم والأمثال والمواعظ .. فوجدت منها الدر الثمين ..
فـمن مواعظ إبن الجوزي –رحمه الله-

أيها الغافل : ما عندك خبر منك.!!
فما تعرف من نفسك إلا أن تجوع فتأكل، وتشبع فتنام، وتغضب فتخاصم، فـبــِـمَ تميزت عن البهائم.!!

إخواني: الذنوب تغطي على القلوب،
فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .

أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قــلّ استغفاره، وكلما قرب من القبور قوي عنده الفتور..
اذكر اسم من إذا أطعته أفادك، وإذا أتيته شاكراً زادك، وإذا خدمته أصلح قلبك وفؤادك..

يا من قد وهى شبابه، و امتلأ بالزلل كتابه، أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت..!!
أما علمت أن النار للعصاة خــُلــِقـت..!!
إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها، فتذكر أن التوبة تحجب عنها، والدمعة تطفيها..

سلوا القبور عن سكانها، واستخبروا اللحود عن قطانها، تخبركم بخشونة المضاجع،
وتُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع، والمسافر يود لو انه راجع، فليتعظ الغافل وليراجع..!!

يا مُطالباً بأعماله، يا مسئولاً عن أفعاله، يا مكتوباً عليه جميع أقواله،
يا مناقشاً على كل أحواله، نسيانك لهذا أمرٌ عجيب..!!

إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد، وللفهوم كل لحظة زجـرٌ جديد،
وللقلوب النيرة كل يوم به وعيد، غير أن الغافل يتلوه ولا يستفيد..!!

من تصور زوال المحن وبقاء الثناء هان الابتلاء عليه،
ومن تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده، وما يـُلاحظ العواقب إلا بصرٌ ثاقب..!!

عجباً لمـُـؤثــِر الفانية على الباقية، ولبائع البحر الخضم بساقية،
ولمختار دار الكدر على الصافية، ولمقدم حب الأمراض على العافية..!!

قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من أين أقبلت ؟
قال: من طلب الدنيا ، فقال: هل أدركتها ؟ قال لا ،
فقال: واعجباً ! أنت تطلب شيئاً لم تدركه ، فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه..!!


* الصورة المرفقة من تصوير المصور الإماراتي المبدع: عبدالله القايد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق